الدكتور حميد المرزوقي : درس صناديق الاقتراع

قناة العرب تيفي – الرباط : أسدلت العمليات الانتخابية ستارها على اقتراع 8 شتنبر بعد أن أفرزت نتائجه أغلبية مريحة للأحزاب اليَمِينِيًّة في حين مٌني حزب العدالة والتنمية بهزيمة نكراء جراء التصويت العقابي ضده من طرف الناخبين المغاربة .
العقاب جاء بسبب سوء تدبيره لعدة ملفات شائكة كصندوق المقاصة والتوظيف بالتعاقد في قطاع التعليم وغيرها من الإجراءات الصارمة في المجالين الاجتماعي والاقتصادي.
درس صناديق الاقتراع الذي يجب أن تتلقفه كل مكونات الساحة السياسية المغربية، هو إعادة تنظيم الحقل السياسي بإقرار مبدأ التقاطب السياسي، لضمان لعبة سياسية مغربية بسيطة وخالية من استعمال الإغراءات والمال الوسخ والوجوه المشبوهة التي أصبح شغلها الشاغل هو الظفر بمقعد في بمجلس المستشارين او مجلس النواب ليس لخدمة الوطن بل لخدمة مصالحها ومشاريعها وأوضاعها الاقتصادية والاجتماعية، للمرة الثانية على التوالي تقر صناديق الاقتراع بأن الفاعلين الاساسيين في اللعبة السياسية المقبولون من طرف الناخب المغربي هي ثمانية أحزاب فلماذا نصر إصرارا اسطوريا على الاحتفاظ بهذا الكم الهائل من الأحزاب التي تعج بها الساحة السياسية المغربية والتي تتعدى 42 هيئة سياسية…؟
لقد آن الأوان ان نضع قطيعة مع الماضي وأن نختزل اللعبة السياسية المغربية لتنطبق مع عدد الأحزاب السياسية الذي نطقت به صناديق الاقتراع.

– د. حميد المرزوقي : كاتب مغربي