السعودية : معرض الرياض الدولي للكتاب محطة معرفية وتسويقية للكتاب المغربي

5 أكتوبر 202171 مشاهدة
السعودية : معرض الرياض الدولي للكتاب محطة معرفية وتسويقية للكتاب المغربي
رابط مختصر
قناة العرب تيفي
قناة العرب تيفي – الرباط : على مساحة ستة وثلاثين ألف متر مربع يقام معرض الرياض الدولي للكتاب في نسخته الجديدة، ليحوي بين جنباته عصارة عقول في علوم ومعارف وفنون شتى تحت سقف واحد، تنشد السلوك الثقافي الإنساني الذي يرقى لتغذية المعرفة وتحفيز الوعي وتهذيب الذائقة، طيلة عشرة أيام أتى أولها مطلع شهر أكتوبر.
معرض الرياض، الذي يعد أكبر حدث ثقافي للكتاب في تاريخ السعودية يستوعب مضماره كل الأنساق الثقافية والإنسانية، ومعارف وخبرات 28 دولة قادمة من قارات العالم الخمس للحوار والتواصل الثقافي والمعرفي، ناقلة حضارتها عبر مؤلفات وإصدارات ومشاركات نوعية لمجموعة من الأدباء والفنانين لتقديم نماذج أصيلة حول الأدب والفن العالميين.
واللافت أن أكثر من ألف دار نشر محلية وعالمية، بمعارفها وثقافاتها المختلفة والمتنوعة تؤثث فضاءات معرض الرياض الدولي للكتاب، من بينها أربع دور نشر مغربية ممثلة في دار الأمان للطباعة والنشر والتوزيع بالرباط ودار الحديث الكتانية بطنجة وباب الحكمة بتطوان ودار التوحيدي من الرباط، مع وفرة في الفعاليات ما بين أنشطة وندوات وورش وأمسيات وحفلات وجوائز تكريم وبرامج ثقافية متنوعة تزين واجهة الرياض التي اختارتها وزارة الثقافة السعودية مقرا جديدا للمعرض.
وتشكل المعارض الدولية للكتاب محطة معرفية وتسويقية للكتاب المغربي ومنصة لامحيد عنها للتعريف به وتوزيعه في البلدان العربية، وفق ما أكده السيد عبد الغني نسيم المدير التجاري ل”دار الأمان للنشر والتوزيع”.
وأوضح السيد نسيم، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء بالرياض، على هامش هذا الحدث الثقافي الهام، أن هذه المعارض الدولية تساهم في التعريف بالكتاب المغربي، الذي عادة لا يصدر خارج المغرب إلا في مثل هذه المناسبات، مضيفا أن هناك إقبالا قويا على المؤلفات والكتاب المغاربة في البلدان الخليجية .
وأضاف أنه بالرغم من أن معرض الرياض كان و لا يزال بالنسبة لدور النشر المغربية أحسن المواعيد الدولية للكتاب، إلا أن المشاركة المغربية هذا العام اقتصرت على أربع دور نشر فقط، وذلك لعدة عوامل أبرزها عدم التزام وزارة الثقافة بالدعم الذي كانت تخصصه كل سنة للمعارض الدولية وذلك بسبب تداعيات جائحة كورونا، وهي التي كانت دائما تدعم وتحفز مشاركة دور النشر المغربية في المعارض الدولية للتعريف بالكتاب المغربي. ويضاف إلى هذه العوامل، يقول المدير التجاري لدار الأمان للطباعة والنشر والتوزيع، تكاليف الشحن المرتفعة والتي قاربت ضعف السعر العادي قبل الجائحة، فضلا عن الأزمة الصحية الخانقة التي أضرت بصناعة النشر.
وأكد نسيم أن معرض الرياض الدولي للكتاب، يعد من أهم المعارض التي استطاعت أن تحجز موقعها على الخريطة الثقافية الإقليمية والدولية؛ بسبب كثافة إقبال الزوار عليه من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، واعتماد ص ناع النشر العرب عليه في رفع مستوى الإنتاج الفكري والثقافي، وهو ما ينفرد به عن غيره من المعارض الأخرى. وقال، في هذا الصدد، “إننا نشارك بتشكيلة مختلفة من الكتب تشمل مجالات الأدب والنقد واللسانيات والتحقيقات والفقه فضلا عن مؤلفات وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية والرابطة المحمدية للعلماء”.
وعن مؤتمر الناشرين العرب، الذي سيعقد يومي رابع وخامس أكتوبر الحالي في الرياض، قال نسيم إنه يشكل منصة لمناقشة المتاعب التي تتخبط فيها دور النشر ومشاكل التوزيع وحقوق الملكية الفكرية وإشكالية القرصنة التي تعاني منها هذه الصناعة، مضيفا أنه يمثل قاعدة لبناء علاقات مع ناشرين وإبرام اتفاقيات في مجال التوزيع خاصة أن الكتاب المغربي يعاني من إشكالية التوزيع. وخلص إلى أن صناعة النشر “مزدهرة في المغرب” لكن هناك أزمة قراءة، التي تمثل أهم معيار على سلم تنمية الشعوب ودلالة على رقيها، بفعل التطور التكنولوجي وانتشار اللوائح الالكترونية والكتب المحمولة في الهواتف وغيرها مما قلص فرص تسويق الكتاب.
تجدر الإشارة إلى أن معرض الرياض للكتاب دعم قنوات النشر الحديثة كالكتب الصوتية والرقمية، التي أضحت تزاحم الورقية وبديلا مفضلا عن الكتاب الورقي بالنسبة لزوار المعرض.
ووفق بيانات صادرة عن اتحاد الناشرين العرب، تعتمد دور النشر العربية في تسويق منتجاتها عبر معارض الكتب الدولية بنسبة تتراوح ما بين 50 إلى 52 في المئة، وهو ما يعكس أهمية الدورة الحالية لمعرض الرياض الدولي للكتاب، في دعم هذه الصناعة، التي تئن تحت وطأة تداعيات جائحة كورونا، والتي أدت إلى انسحاب 34 في المئة من الناشرين من هذه السوق.
وتقام الدورة الجديدة من المعرض تحت شعار “وجهة جديدة، وفصل جديد”، ويحضر فيها العراق بوصفه “ضيف الشرف” وببرنامج احتفائي تقدم فيه نخبة من المثقفين والفنانين العراقيين ندوات وأمسيات ثقافية. وتعد هذه الدورة من المعرض الأولى التي تنظمها هيئة الأدب والنشر والترجمة تحت إشراف وزارة الثقافة السعودية، الأكبر في تاريخه، حيث تشهد مشاركة أكثر من 1000 دار نشر محلية وعربية ودولية من 28 دولة.
المصدر: قناة العرب تيفي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.