الكاتب : حميد المرزوقي
قناة العرب تيفي – الرباط : أثار اشتراط البوليساريو انسحاب الجيش المغربي العديد من ردود الفعل سواء الدولية او لمتفاعلين اعلاميين من صحف إلكترونية ومواقع اعلامية، حيث يساند البعض ما ذهب له غوتيريش الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة بتحميله المسؤولية لمرتزقة البوليساريو في الوضع الذي ساد بالكركارات قبل تدخل القوات المسلحة الملكية وإجلائها بنجاح لفلول المرتزقة الذين كانوا يقطعون الطريق الرابط بين المغرب وموريطانيا ومن تم باقي بلدان القارة الأفريقية.
ومن جهة أخرى وعلى النقيظ من ذلك يتمادى النظام العسكري الجزائري وصنيعته البوليساريو الضغط بكل الوسائل لاستصدار قرار من المنتظم الدولي يدين المغرب ويشترط انسحاب المغرب من معبر الكركارات لاستأناف الحوار السياسي بين المغرب وكيان البوليساريو، إنها بالفعل مهزلة القرن، إذ كيف للبوليساريو التي ليس لها أي صفة او وضعية دولية أن تشترط؟ كيف لها أن تشترط وهي التي لا تتمتع بالأهلية القانونية لكي تتصرف في إطار المنتظم الدولي؟ صحيح أن المجتمع الدولي ليس كالمجتمع الداخلي في صرامته القانونية وإلزامية قوانينه التي تضع الدولة لها ترسانة من الإجراءات والاجهزة لتنفيذها، لكن هذا لا يمكن أن يسمح لمن ليست لهم صفة دولة عضو في هيئة الأمم المتحدة أن يتصرفوا كباقي الدول، وإلا سيكون نظام “الأمن الجماعي” الذي تم إقراره بمقتضى ميثاق سان فرانسيسكو لهيئة الأمم المتحدة مجرد نظام صوري مفرغ من أي محتوى، لكن وحتى وأن سلمنا بأن النظام العسكري الجزائري هو الذي يشترط لفائدة البوليساريو، فإننا سنكون أمام وضع قانوني دولي يسمى “الاشتراط لمصلحة الغير” كما حدث في معاهدة كامب ديفد الثلاثية الموقعة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ومصر والتي اشترطت فيها مصر مجموعة من الشروط لفائدة الشعب الفلسطيني لتوقيع معاهدة السلام مع إسرائيل، الوضع يختلف هنا بشكل كبير لأن النظام العسكري الجزائري صرح في كل المناسبات، أن لا علاقة له بملف الصحراء المغربية لذلك كيف تشترط الجزائر لمصلحة البوليساريو وليس لها اية علاقة بملف الصحراء المغربية؟ وكيف لها أن تشترط لكيان ليس له أهلية دولية وليس له أي وضع بمقتضى القانون الدولي؟.
-حميد المرزوقي : كاتب مغربي
المصدر: قناة العرب تيفي
