الكاتب المغربي نورالدين العراقي : السياسة في خدمة المواطن

17 أكتوبر 2021117 مشاهدة
الكاتب المغربي نورالدين العراقي : السياسة في خدمة المواطن
رابط مختصر
الكاتب : نورالدين العراقي
 قناة العرب تيفي - العرب تيفي Al Arabe TV كلمة سياسة مشتقة من فعل ساس – يسوس، ومعناه عالج الأمر أو صرَّفه ودَبَّره بحكمة. وهي كلمة توحي بمعاني إيجابية.
غير أن الاستخدام لهده الكلمة في مجتمعنا توحي بجانب جد سلبي، فصورة السياسي لدى الكثير منا أنه الشخص الذي يمتلك قدرات خاصة تمكنه من ممارسة الخداع والمراوغة والغموض، واستخدام كل الموارد والوسائل والأدوات المتاحة قانونيا ولاقانونية للوصول إلى أهداف محددة، بصرف النظر عن مشروعية أو عدم مشروعية هذه الأهداف.
ونلاحظ أخيرا أن كل شرائح المجتمع المغربي أصبحت تنكب على العمل السياسي ويستعملون طريق السياسة للوصول إلى المناصب و التحكم والإستغناء للأسف الشديد. مما جعل الكثير من المواطنين يظنون أن كل شخص إنخرط في حزب سياسي وترشح للإنتخابات فهو شخص يفكر سوى في مصالحه الشخصية.
إلا أن مصطلح السياسة هو مغاير تماما عن المفهوم المتداول وسط مجتمعنا المغربي. فالسياسة هي علم كعلوم الإقتصاد و الهندسة و…له قواعده و مناهجه. فهو العلم الذي يبحث في كيفية إدارة شؤون الدولة وأسلوب ممارسة السلطة والبحث عن حلول لمشاكل الناس، و تحسين ظروف عيش المواطنين. وهدا يتطلب أشخاص لهم تربية خاصة ومبادئ مبنية على التضحية و حب خدمة الآخرين ونسيان الذات و الأنانية.
وتزايدت هده الشبوهات على السياسيين و المنتخبين المغاربة حين نرى أن أغلبية البرلمانيون لا يتوفرون على شهادة البكالوريا، وكدلك حين قررت الدولة منحهم رواتب خيالية مقارنة مع الراتب المتوسط للمغاربة، حيث أن البرلماني يتقاضى 36.000 درهم شهريا مع إمتيازات أخرى كثيرة، مما دفع كثير من المغاربة البحث للوصول لهدا المنصب بشتى الأساليب، لضمان راتب إستثناءي وحصانة و…
ففي نظري، يجب أن يقتصر العمل السياسي على الأشخاص المتطوعين بدون أي راتب (سوى تعويضات التنقل و…)، حتى نطوي صفحة المتاجرة في المناصب و تزييف المعنى النبيل للسياسة إلى مصطلح الإنتهاز و الوعود الكاذبة و الاستغناء. فهناك من سيقول لمادا السياسيون في أوروبا لهم رواتب و مع دلك يخدمون الشأن العام في أغلبيتهم بتفاني؟ الجواب هو أن الديموقراطية في الشعوب الغربية لها تاريخ و عرفت مراحل حتى وصلت لما هي عليه حاليا.
فممارسة السياسة أمر حتمي لا غنى عنه لأي مجتمع من المجتمعات الإنسانية، مهما كانت درجة تطورها، ولسبب بديهي أن السياسة أمر يرتبط ارتباطاً عضوياً بقيام واستمرار الدولة.
وبذلك أرى أن شأن السياسي مع السياسية، هو شأن الطبيب مع المرض؛ فالأصل في جسم الإنسان الصحة لا المرض، فيجب على الطبيب تفهم العلة لوضع العلاج الذي يعيد للجسم عافيته. كدلك السياسي دوره هو فهم مشاكل وواقع المجتمع، و إيجاد الحلول الملاءمة لها. وهدا يتطلب وجود أشخاص مؤهلة، دو درارية بعلم السياسة وأخلاق تطفوا عليها حب الصالح العام.
المصدر: قناة العرب تيفي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.