المغرب : حملات انتخابية تتحدى التضاريس والمناخ بمناطق نائية بجهة فاس مكناس

6 سبتمبر 202164 مشاهدة
المغرب : حملات انتخابية تتحدى التضاريس والمناخ بمناطق نائية بجهة فاس مكناس
رابط مختصر
قناة العرب تيفي
قناة العرب تيفي : الرباط : في ظل تضاريس وعرة ومناخ متقلب يزداد حجم التعبئة والاكراهات لدى الأحزاب السياسية والمرشحين لانتخابات 8 شتنبر من أجل إنجاز وبرمجة الحملات الانتخابية بعدد من المناطق النائية بجهة فاس مكناس .
وتقف التضاريس الوعرة وجبال الأطلس المتوسط الشامخة سدا منيعا أمام وسائل التواصل الحديثة والمعدات اللوجستية حيث يصبح الوضع في بعض الأحيان عسيرا من أجل التنقل في مجموعات كبيرة ويفرض قطع مسافات طويلة على الأقدام للقاء الساكنة التي تقطن في مناطق متفرقة وبعيدة عن المراكز القروية والحضرية .
ويتضاعف التحدي في وجه الهيئات السياسية لتغطية المناطق البعيدة والصعبة الولوج خاصة تلك التي لا تتوفر على طرق معبدة وصالحة لمرور المركبات والعربات وفي المقابل تشكل المناطق الوعرة بالنسبة لعدد من المرشحين من ساكنة المناطق النائية فرصة لإبراز قدراتهم التنظيمية من أجل برمجة حملات تواصلية مشيا على الأقدام أو باستعمال الدواب مستثمرين خبرتهم مع المسالك الطرقية الصعبة التي تعودوا على استعمالها .
وقال رشيد أوطاهر في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ” لقد اخترنا العمل في صمت بدائرة معينة وفي أماكن بعيدة حيث نتجول رفقة أشخاص محدود عددهم كي نستمع لانتظارات الساكنة بالنظر لطبيعة العلاقات الاجتماعية التي تفرض تواجد عدد محدود من المرشحين خلال الحملات الانتخابية ” .
وأضاف أوطاهر الذي يخوض حملته الانتخابية في جماعة سكورة بإقليم بولمان عن حزب الحركة الشعبية أن الحملة الانتخابية هي عملية يومية نتواصل خلالها بشكل مباشر مع الناس في ظل صراع يومي مع التضاريس والمناخ وصعود الجبال وقطع المسافات الطويلة والإنصات إلى انتظارات ومطالب وحتى احتجاجات الناس الذين لم يتم تحيق مطالبهم والذين لهم آمال وطموحات عديدة .
وأشار الفاعل السياسي بجماعة سكورة إلى أن السعي إلى إنجاز حملات انتخابية نظيفة وبهدوء وبدون ضوضاء يزيد من حجم التحدي لإقناع الناخبين والاستماع إلى مشاكلهم بخلاف بعض المنافسين الذين يتوفرون على موارد مالية وإمكانيات للتنقل وتوزيع المنشورات .
من جانبها قالت حفيظة الأمين مرشحة لرئاسة جماعة الوادين بإقليم مولاي يعقوب عن حزب الأصالة والمعاصرة في حديث مماثل إنها كامرأة تخوض الحملة الانتخابية في أجواء وظروف صعبة شيئا ما أخذا بعين الاعتبار الطابع القروي للجماعة التي ترشحت فيها وكذا العادات والتقاليد .
وأضافت حفيظة الأمين أن ترشح امرأة لرئاسة الجماعة لأول مرة تسبب لها في ضغط كبير من قبل بعض المنافسين لكن بفضل العزيمة والإصرار تغلبت على هذه الضغوطات والعراقيل وهي تقوم حاليا إلى جانب عدد من مرشحي حزبها بحملات انتخابية في مختلف الدواوير التابعة للجماعة آملة في أن يحالفها الحظ بفضل المجهود الكبير الذي بذل طيلة الحملة الانتخابية .
وأشارت المرشحة إلى أن الاستحقاق الانتخابي الحالي يتسم بالطابع الاحترازي للوقاية من فيروس كوفيد-19 الشيء الذي فرض على الجميع اتخاذ الحيطة والحذر وتقليص عدد المشاركين في الحملات الانتخابية واللقاءات التواصلية مع الساكنة .
وفرضت المناطق البعيدة بطرقها ومسالكها ومنعرجاتها الخطيرة في بعض الأحيان خاصة بأقاليم بولمان وتاونات وتازة على الهيئات السياسية التي قامت بتغطية دوائرها تكييف أساليب وطرق القيام بالحملات الانتخابية بـأساليب تقليدية لا تعترف بوسائط التواصل الاجتماعي أو صور المرشحين مطبوعة على الأوراق، بقدر ما تتطلب حضور المرشح بنفسه للقاء الساكنة والاستماع إلى مشاكلها وتقبل عتابها وغضبها وطموحاتها في عيش كريم يحفظ الكرامة الإنسانية .
وانطلقت الحملة الانتخابية بإقليم تازة بتباين واضح بين الوسط الحضري والمناطق النائية بالجبال والقرى البعيدة .
ويعمل على تأطير هذه الحملات الدعائية للأحزاب المتنافسة وكلاء اللوائح والمرشحين بالدوائر الانتخابية على مستوى العالم القروي وكذا العديد من مناضلي الأحزاب وسط إجراءات احترازية اتدرج ضمن برتوكول وإجراءات فرضتها وزارة الداخلية .
وإذا كانت الحملات الدعائية للأحزاب تتم بواسطة وسائط التواصل الاجتماعي من خلال إحداث حسابات مدفوعة الأجر وتستهدف ساكنة المدينة والجماعات المحيطة بها أو عبر الإشهار بجرائد إلكترونية وبث فيديوهات فإن هذه الإمكانيات تصبح غير متاحة بالمناطق النائية خصوصا تلك التي تنعدم فيها تغطية الانترنيت أو ضعف الصبيب بها .
وتختلف هذه الحملات الانتخابية بالمناطق النائية حسب نوع الاستحقاق. فمرشحو الجماعات الترابية يعملون على التواصل مع ساكنة المنطقة من خلال زيارات منزلية وتواصل مباشر لإقناعهم ببرنامجهم الانتخابي الذي غالبا ما يكون مرتبطا بالربط بالماء الصالح للشرب والربط الكهربائي وشق وتعبيد الطرقات مع النضال من أجل تقريب بعض المؤسسات كالمستشفيات والمدارس .
أما مرشحو الاستحقاقات التي تهم الجهة ومجلس النواب فيعملون على زيارة الأسواق الأسبوعية التي تعرف تجمع ساكنة هذه المناطق النائية لقضاء أغراضهم حيث يتم التواصل معهم إما مباشرة لإقناعهم بالتصويت أو ببث شعارات وخطب بمكبرات الصوت مع التركيز خلال هذه الجولات الميدانية على أهم الانشغالات التي تحتل صدارة اهتمامات الساكنة .
وتبقى أبرز الوعود التي يقدمها هؤلاء المرشحون لساكنة المناطق التائية بإقليم تازة كجماعات بويبلان وكهف الغار وبورد، العمل على الترافع لدى الإدارات المركزية والقطاعات الحكومية من أجل تأهيل هذه المناطق بشق الطرقات وبناء المنشآت الفنية لفك العزلة عنهم وتقريب بعض الخدمات منها كالصحة والتعليم والربط بالماء الصالح للشرب والكهرباء وجلب الاستثمارات خصوصا السياحية منها لما تتوفر عليه من مؤهلات سياحية إلى غيرها من الوعود التي تتطلع إليها ساكنة هذه المناطق النائية من أجل تحسين ظروف العيش بها .
المصدر: قناة العرب تيفي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.