المغرب : من يخرج حدائق بانيو بمدينة مكناس من غرفة الإنعاش

27 ديسمبر 202184 مشاهدة
المغرب : من يخرج حدائق بانيو بمدينة مكناس من غرفة الإنعاش
رابط مختصر
قناة العرب تيفي – الرباط : بالطريق الوطنية مكناس الخميسات الرباط -بالكيلومتر 10 ، تقع حدائق إيميل بانيو بالحزام الأخضر دار أم السلطان  إلى عهد قريب أواخر السبعينات من القرن الماضي كانت هذه الحدائق ما تزال تحتفظ برونقها وجاذبيتها السياحية ، حيث كان المكناسيون والمغاربة يتقاطرون عليها للاستجمام خلال عطلة نهاية الأسبوع ؛ وينظمون نزهات فصل الربيع بفضاءاتها الفسيحة وطبيعتها الغناء بأشجار الصنوبر الوارفة الظلال وشلالها المنعش ، ومداراتها المعدة بزركشة فسيفسائية جميلة ، فكانت مقصد الجميع للاستمتاع بجمال طبيعة مكناس الساحرة.
إن فكرة الاحتفاء والعناية بالحدائق بمكناس لها تاريخ يعود بنا إلى الحدائق المعلقة التي أنشأها المولى إسماعيل فوق مخازن الحبوب بصهريج السواني ، وكانت تضاهي الحدائق المعلقة العجيبة ببابل بالعراق ، علاوة على حدائق لحبول التي كانت متنفسا للفرنسيين ولساكنة المدينة القديمة . وإلى عهد قريب كانت تتوفر على حديقة خاصة بالحيوانات ومسرحا في الهواء الطلق يحتضن تظاهرات مسرحية محلية وعالمية. ومع مرور الأيام أصبحت هذه الحدائق وبالخصوص حدائق بانيو ذات القيمة البيئية والسياحية تعرف تدهورا كبيرا ، ولم تعد صالحة للاستجمام كما كانت من ذي قبل ، بسبب الإهمال من طرف المسؤولين الجماعيين ؛ وامتداد أيادي التخريب التي عاتت في فضاءاتها فسادا ، حيث اجتثت أشجارها وأتلفت معالمها ، التي كانت إلى عهد قريب آية في الروعة والجمال، وبذلك دخلت في خانة مرثيات الزمن الجميل بالحاضرة الإسماعيلية ، لأنها لم تحظ بالعناية المنتظرة من المسؤولين الجماعيين والمجتمع المدني ، وكلنا أمل في أن ترقى إلى مستوى العناية التي تتمتع بها حدائق ماجوريل بمدينة مراكش وبفضلها ما زالت تزخر بالجمال ، وتجذب إليها السياح من كل حدب وصوب.
أما آن الأوان لتتوحد جهود كل الفاعلين بالحاضرة الإسماعيلية لإخراج حدائق بانيو من غرفة الإنعاش لتعيد لنا مجدها التليد وينعم المواطنون بالمناظر الجميلة والهواء النقي ؟؟؟
– جمال عبد الدين المرزوقي
المصدر: قناة العرب تيفي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.