بطولات خالدة

غير مصنف
14 أغسطس 2013104 مشاهدة
بطولات خالدة

القاهرة – العرب الاقتصادية – هيام محي الدين –  

كانت الهزيمة العسكرية في سيناء سنة 1967 مفجراً حقيقياً للطاقة اللانهائية لعبقرية وقدرات  الشعب المصري وجيشه العظيم ، فقد استنفزت الهزيمة كل الطاقات الكامنة لشعب عمر حضارته سبعة آلاف عام ، وجيش أنشأ  أول إمبراطورية في التاريخ في عصر الفرعون تحتمس الثالث ، وتبدت عبقرية هذا الشعب في خروجه بالملايين يومي 9 ، 10 يونيو سنة 1967 ليطالب عبد الناصر بالبقاء وإعادة تسليح الجيش إصراراً منه على أن الهزيمة في معركة لا تعني خسارة الحرب وتأكيداً لقراره بالاستمرار في النضال حتى تحقيق النصر ، وكان بقاء عبد الناصر هو الضمان لاستمرار النضال كما كانت ثقة الشعب في قدراته التي لا حدود لها ، وفي عظمته وعراقته وبسالة جنده عقيدة يؤمن بها هذا الشعب ويعرف عن نفسه أنه قادر على صناعة المعجزات ؛ كما كانت ثقة الشعب في جيشه وفي زعيمه عاملا حاسماً في استمرار النضال ، الذي بدأ فوراً في معركة رأس العش جنوب بور فؤاد واستطاعت فيها سرية من الصاعقة المصرية تدمير كتيبة مدرعات إسرائيلية وظلت بور فؤاد ورأس العش المكان الوحيد في سيناء الذي لم تستطع إسرائيل الاستيلاء عليه بفضل بطولة عدد محدود من جنود جيش مصر العظيم كما قام الطيران المصري بغارة ساحقة على القوات الإسرائيلية المكشوفة في سيناء مما دفع إسرائيل إلى إنشاء خط دفاعي محصن ” خط بارليف الأول ” وهو غير الخط الذي واجهه الجيش المصري سنة 1973 ، ورغم استخدام إسرائيل لتفوقها الجوي عددا ونوعا في غارات على العمق الداخلي للبلاد ، فقد أبدى الشعب المصري صموداً أسطورياً أمام غارات العمق التي كانت تتعمد ضرب التجمعات البشرية لتدمير معنويات الأمة ، وفي 21 من أكتوبر سنة 1967 قامت لنشات الصواريخ بالبحرية المصرية بإغراق المدمرة الإسرائيلية ” إيلات ” شرقي بورسعيد ، وكان تبادل القصف المدفعي عبر قناة السويس طوال أعوام 67 ، 68 ، 1969. عاملا مؤثراً أثبت تفوق المدفعية المصرية التي نجحت في تدمير الخط الدفاعي الأول الذي أنشأته إسرائيل شرق القناة بعد غارة الطيران المصري في يوليو 1967 ، وكان الجيش المصري يزداد قوة وخبرة يوماً بعد يوم فبدأت مجموعات من الصاعقة المصرية في عبور القناة وتدمير مواقع العدو والعودة بأسرى من جنوده وكانت المجموعة 39 قتال بقيادة المقدم إبراهيم الرفاعي من أشهر مجموعات العمليات الخاصة التي قامت بعشرات العمليات الناجحة ضد قوات العدو  في سيناء في ملاحم بطولية تشهد بأن الجندي المصري هو خير أجناد الأرض وأن الجيش المصري قادر على عبور الهزيمة وتحقيق النصر ، مما دفع إسرائيل لتكثيف غاراتها على العمق المصري حتى ضربت الأطفال في مدارسهم في جريمة مدرسة بحر البقر سنة 1970 ، وتكثيف التراشق بالمدفعية عبر القناة بشكل مسعور استشهد خلاله الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان الجيش المصري في 9 مارس سنة 1969 وهو اليوم الذي نحتفل فيه بيوم الشهيد كل عام وكانت ملحمة إنشاء قواعد صواريخ الدفاع الجوي الذي عرف بحائط الصواريخ من أعظم الملاحم البطولية خلال حرب الاستنزاف وبدأ تساقط طائرات الفانتوم الإسرائيلية ” أعني ما أنتجته ترسانة الحرب الأمريكية وقتها “حيث سقطت طائرات منها خلال أسبوع واحد إلى جانب طائرات من طراز سكاي هوك ، وأحست الولايات المتحدة بخطر تنامي القوة العسكرية المصرية وعودتها إلى امتلاك المبادرة ، فكانت مبادرة ” روجرز ” وزير خارجية أمريكا لوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر تجري فيها مباحثات دبلوماسية لحل الأزمة ووافق عبد الناصر لانتهاز الفرصة لاستكمال وتدعيم حائط الصواريخ وسلاح الدفاع الجوي ” أحدث أسلحة الجيش المصري ” ومات عبد الناصر في سبتمبر سنة 1970 قبل انتهاء مهلة وقف إطلاق النار، لتهدأ الجبهة الساخنة وتتضاعف التدريبات والاستعداد لحرب أكتوبر المجيدة ، ولكن تلك قصة أخرى.

لقد أردت بهذا الاستعراض السريع لأمجاد شعب وجيش مصر خلال حرب الاستنزاف التي استمرت ثلاث سنوات أن أذكر شبابنا وأجيالنا الجديدة – وأنا منهم – بقدرات هذا الشعب وعبقريته وبأمجاد جيشه العظيم وصموده وبطولاته وسط هذا الجو الذي عاشته البلاد في السنوات الماضية والذي نسى فيه شبابنا عظمة تاريخه وأمجاد جيشه ، فحين هب الشعب في 30 يونيو 2013 واستجاب له الجيش العظيم في 3 يوليو كان يؤكد عبقرية هذا الشعب الدائمة الخالدة وبسالة وبطولة جيشه النابع من هذا الشعب العظيم.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.