الكاتب : الحبيب ناصري
قناة العرب تيفي – الرباط :
قيمة المهرجانات السينمائية سواء أكان ذلك داخل المغرب أم خارجه، تتحدد في بعدها الثقافي وما تقدمه من برمجة لها صلة بهذا الجانب الذي يساهم بأشكال مختلفة في تطوير قدرات المتلقي الثقافية، ومن هنا يتحول هذا النوع من المهرجانات الى حلقات للتفكير والتكوين وطرح الأفكار مع ومناقشتها، الخ.
من المحطات الفكرية المميزة لمهرجان سلا الدولي التي تجري فعاليته من 8 إلى 13 نونبر الجاري، ندواته ولقاءاته التي اعتاد منظموه برمجتها كل سنة. ندوات ولقاءات، تقارب موضوعات متعددة ويشارك فيها العديد من الأسماء التي تنتمي لعوالم فكرية وعلمية ومهنية وفنية متنوعة وعديدة.
في السياق ذاته تمكن القائمون هذه السنة على هذا المهرجان من الحفاظ على هذه الفقرة بل وتم تقويتها من خلال تنويع موضوعاتها مما جعلها تستقطب جمهورا متنوعا.
بدأت محطة هذه الندوات الفكرية بتوقيع مجموعة من الإصدارات وانتقلت إلى طرح موضوع أعتبره نوعيا ومهما . يتعلق الأمر ب” حرية الإبداع في مواجهة الرقابة والرقابة الذاتية”. طرحت العديد من الأفكار في هذا الموضوع وتمت مقاربته من زوايا مختلفة بل طرحت إشكاليات عميقة تتعلق بحرية الإبداع وكيف يواجه من لدن الرقابة المؤسساتية وفي كل بقاع العالم وبصيغ متعددة. طبعا دون نسيان تلك الرقابة الخطيرة التي يمارسها المبدع على ذاته بأشكال مختلفة وفي سياقات متنوعة. وضمن لقاءات هدا المهرجان، تمت مناقشة تجربة المخرج عبد السلام الكلاعي من طرف الأستاذة الجامعية الدكتورة جميلة عناب وقد سير هدا اللقاء الدكتور الجامعي فرقزيد بوشته. تم النبش في تجربته الفنية لاسيما فيلمه الذي له صلة بموضوع مهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة ويتعلق الأمر بفيلم ملاك. واليوم تمت برمجة لقاء حول السينما السويسرية التي مثلها في المهرجان سفيرها بالمغرب.
وغدا السبت برمجت ندوة فكرية معنونة ب” تمثلات المرأة في الأفلام السينمائية والأعمال التلفزيونية. وضمن السياق الثقافي للمهرجان، يتم كل صباح مناقشة الأفلام المعروضة وتقديم ورشات تكوينية تتعلق بالكتابة والتحليل السينمائيين. بمثل هذه الندوات واللقاءات، تكتسي المهرجانات قيمتها الثقافية وتنخرط في طرح أسئلة لها أهميتها المساهمة في تطوير انشغالات المجتمع وجعله يفكر من خلال السينما ويبدع فيها في أفق البحث عن إنسانيته.
-الحبيب ناصري
المصدر: قناة العرب تيفي
