جماعة الإخوان المدمنين …

غير مصنف
23 سبتمبر 201377 مشاهدة
جماعة الإخوان المدمنين …

القاهرة – مكتب العرب الاقتصادية – من خالد زين الدين –

عندما اقتربنا من الاخوانى المنشق قرب مكتب العرب الاقتصادية المغربية (مكتب القاهرة )قال لنا ثروت الخرباوي المنشق من جماعة الاخوان اكثر من عشرين عاما بسبب انة بدأ يفكر ويفكر.
يبدو أن الفشل له رجاله، والإخفاق له أصحابه، ولعلك بنظرة سريعة تستطيع أن تعرف أن جماعة الإخوان قد أدمنت على الفشل على مدار تاريخها، فشلت أيام حسن البنا وارتكبت حماقات كثيرة انتهت بحل الجماعة واغتيال البنا، وكانت المحصلة النهائية لها في فترة البنا تشير إلى أنها لم تقدم شيئا لعلوم الإسلام في الفقه أو التفسير أو الحديث أو أي علم من العلوم التي يمكن أن ترفع قدر الأمة، وانشغلت بالخلافات السياسية والاغتيالات فخصمت من رصيد الأمة.
وفشلت بعد أن وضعت يدها في يد جمال عبد الناصر، ففي الوقت الذي ظنت فيه أن الدنيا قد دانت لها وأن كرسي الحكم أصبح تحت إمرة مرشدها، إذ فجأة يطير الكرسي ويختفي بعد أن شغلت الأمة بخلافاتها مع الضباط الأحرار، لرغبتها في الاستحواذ على الحكم وحدها دون غيرها، وعلى أثر ذلك طارت الجماعة لتسافر إلى السجون فترة من الزمن.
ولأن للإدمان ناسه فشلت الجماعة في فترة السادات، وأدخلت الأمة في دائرة أخرى من العنف والفتن الطائفية بسبب خطابها الديني المتطرف، ذلك الخطاب الذي أخرج كل جماعات التكفير والإرهاب التي أصابت أمتنا من أعلى رأسها إلى أخمص قدمها، وفشلت الجماعة في استثمار الفترة التي أتيحت لها في السنوات الأولى لحكم مبارك، ذلك أنها كامت تعد العدة للانقلاب على النظام الدستوري الوطني المصري وفقا لتعاليم كاهنهم الأكبر سيد قطب.
ولكن هل عرف الناس حقيقة جماعة الإخوان من خلال تاريخها، للأسف لم يستطع الرأي العام أن يقرأ الجماعة جيدا، فقط كانوا يظنون أنها جماعة تريد تطبيق شرع الله وأن الأنظمة تضطهدها لأنها تريد رفعة الإسلام والحكومات لا تريد هذا، وقع في ضمير الناس أن الإخوان ضحية يجب أن نرأف بها ونتعاطف معها ونشد من أزرها، لذلك كان الناس يعطون لهم أصواتهم ظنا منهم أنهم بذلك يرضون الله، ولكن بعد ثورة يناير وعند التجربة العملية بدأت الأمور تتكشف بالتدريج، فحين حكم الإخوان مارسوا فشلهم الذي أدمنوا عليه فعرفهم الناس، وفضحهم الله سريعا، وما كانت هذه الفضيحة إلا لأنهم تاجروا باسم الله ليصلوا من خلال تجارتهم هذه إلى الدنيا، ومن تاجر باسم الله لدنيا يصيبها فإن الله فاضحه، لذلك هدم الإخوان ما بنوه طوال عقود وعقود منذ بداية نشأتهم وإلى أن تولوا الحكم، ولكن الأكثر مضاضة على النفس أنهم لا يشعرون بتلك الفضائح، ولا يهتمون بها، جلودهم سميكة كما قال مرسيهم، وإذا أردت أن أضع تعريفا سريعا لتلك الجماعة التي شوهت كل المعاني الجميلة في حياتنا أقول إنها ليست حزبا سياسيا، وليست جمعية غرضها الدعوة، فهي لا تمارسها ولا علاقة لها بها، كما أنها ليست جمعية خيرية أو ثقافية أو اجتماعية، أما التوصيف الدقيق لها فيجعلها فرقة من الفرق التي ينطبق عليها قول الله سبحانه وتعالى (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء).
وفي كل الأحوال فإن المقطوع به لدى من في عينيه نظر، وفي رأسه عقل، وفي صدره قلب، أن الإخوان ليسوا هم الإسلام، وليست مخالفتهم مخالفة للإسلام، وليس هجرهم هجرا للإسلام، كما أن الدخول معهم والانضواء تحت رايتهم ليس صكا لدخول الجنة، بل إن كل واحد منهم يجب أن يعلم ـ إن لم يكن يعلم ـ أن الله سيحاسبه وحده، فإذا تصادف وقرأ واحد من الإخوان القرآن الكريم مصادفة فقد تقع تحت عينيه الآية الكريمة (وكلهم آتيه يوم القيامة فردا) أي لن يقف أمامه وقت الحساب مرشده أو نقيبه في الأسرة ليزود عنه ويتشفع له فهذا اليوم هو اليوم الذي فيه (يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه) ولذلك سيفر المرشد والنقيب ومسؤول المنطقة من الأخ المسكين وسيقول له: نفسي نفسي، ستكون وحدك أيها الأخ وقتها وستقع في حيص بيص، فإذا لم تكن تعلم فاعلم أن الله يقول (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه) طائرك في عنقك أنت أيها الأخ وليس في رقبة أحد آخر، ارفع أصابعك كما شئت، ولكن لتعلم أنك كنت تسعى طوال عمرك في جماعة فاشية فاشلة وستظل فاشية وفاشلة لأنها تحمل في داخلها مقومات فشلها شكؤا للمفكر الاسلامى الكبير الاستاذ ثروت الخرباوى وتحيات الاعلامى الكبير المغربى الاستاذ محمد بلغريب على الصراحة والوضوح .

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.