حوار مع فؤاد العروي عضو اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد : بدأت ملامح الرؤية تتضح كما بدأت الخطوط العريضة في الظهور

24 ساعةالمغرب
6 فبراير 2020wait... مشاهدة
حوار مع فؤاد العروي عضو اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد : بدأت ملامح الرؤية تتضح كما بدأت الخطوط العريضة في الظهور
رابط مختصر

اجرى الحوار : سليم أوليدي
الرباط – المغرب – تم تعيين الكاتب فؤاد العروي من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس عضوا باللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد.
وفي هذا الحوار الدي أجرته وكالة المغرب العربي للأنباء، يسلط السيد العروي الضوء على رؤية اللجنة وأهدافها، وكذا المقاربة الفريدة في التشاور والاستماع التي تبنتها اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد، والركائز الرئيسية لهذا النموذج الذي يوجد في طور الإعداد.
كيف كان انضمامكم إلى هذه اللجنة ؟
في 12 دجنبر 2019، تلقيت مكالمة من لدن السيد شكيب بنموسى وأنا بأمستردام، أطلعني خلالها على خبر تعييني من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس عضوا باللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد. أجبته أنه شرف عظيم ومسؤولية كبرى، لأتجه في اليوم الموالي إلى الرباط قصد حضور الافتتاح الرسمي للأشغال.
تساءل البعض عن سبب قبولي الانضمام لهذه اللجنة، لكن السبب بسيط للغاية : لا يستقيم أن أمضي حياتي في التفاعل مع كل ما يقع في بلدي لأتراجع حينما يعرض علي أن “أحاول تحقيق التغيير”. الانتقاد أمر مستحسن، غير أن الركون إلى الانتقاد شيء متاح وسهل للغاية. أنا سعيد لاتخاذي هذا القرار لأن هذه اللجنة تضم في صفوفها شخصيات ذات مؤهلات كبيرة ووطنية، وتبدي رغبة كبيرة في العمل الجاد قصد تحسين الأوضاع. والواقع أنني نادرا ما حظيت بفرصة لقاء مجموعة بهذا الحماس، وأجد راحة في العمل إلى جانبهم، فالحوارات صريحة ومفصلة وتتميز باحترام يتشاطره كل الأعضاء.
ما الذي يمكنكم قوله بخصوص رؤية وأهداف هذه اللجنة ؟
جاء إحداث هذه اللجنة عقب ثلاثة خطابات ملكية والتي شكلت في مجملها خارطة طريق، هذا هو الأساس الذي ننطلق منه. وفي الوقت الراهن، نحن في وضعية الاستماع بجدية واهتمام. وقد التقينا بالأحزاب السياسية (بما في ذلك الأحزاب غير الممثلة في البرلمان)، والنقابات، وبنك المغرب، ومجلس المنافسة، والمجلس الوطني لحقوق الانسان، وغرف التجارة، وغيرها. غير أننا قد بدأنا للتو، ولم تتوضح معالم النموذج بعد، وهذا أمر طبيعي لأننا في طور الاستماع والتفكير. وبشكل مثالي نود الاستماع لتصور جل المغاربة.
يقال أحيانا أن الرجل، المواطن، هو الركن الأساسي الذي سيقوم عليه النموذج التنموي، فهل هذا نابع من قناعة شخصية أم من مشورة جماعية 
حقيقة من الإثنين معا، بالنسبة لي فالأمر فلسفي بشكل عميق. وكما قال سارتر : “لا يوجد سوى أفراد”، والأفراد يشكلون مجتمعا، وعلى هذا الأساس نبني كل شيء آخر. هذه الفكرة يتقاسمها جل أعضاء اللجنة وجميع الذين استمعنا إليهم. فكون الواجب أن يتم وضع المواطن في صلب النموذج التنموي هو قناعة بالإجماع. لكن العقد الاجتماعي نفسه، الذي يعتبر مجرد اتفاق بين الحد الأدنى، هو مجرد بداية. نحتاج إلى أن ننتقل إلى شيء أكثر طموحا وأكثر بهجة، على غرار الميثاق الوطني.
استمع أعضاء اللجنة أيضا إلى بعض سكان المناطق المنعزلة، ما هو تأثير هذه اللقاءات على تصور النموذج التنموي الجديد ؟
لن أخفي سرا بالقول إن الذهاب إلى مثل هذه المناطق والحديث مع الساكنة المحلية تنتج عنه عودة بتغيير. لا يمكننا إنتاج رؤية جديدة للأشياء بمجرد البقاء بالرباط وإجراء تحليلات نظرية بحتة، بل يجب التواصل مع الناس من جميع الأعمار وجميع الطبقات الاجتماعية. يجب على جميع المغاربة، بدون استثناء، المشاركة في إعداد هذا النموذج التنموي الجديد. كما يدل على ذلك الرقم الرمزي 35 عضوا من اللجنة لـ35 مليون مغربي. وهذا يحيلنا ويذكرنا أيضا بالـ350 ألف مغربي الذين ذهبوا لاسترجاع صحرائنا …
يجب أن نفهم، بشكل جيد، أن عملية التشاور والاستماع هذه تشكل طريقة جديدة لإرساء أي نموذج. ومن الناحية المثالية، نود عند الانتهاء، في شهر يونيو المقبل، أن يجد كل مغربي نفسه ممثلا في النموذج التنموي الذي سنقترحه. إنه طموح جيد، أليس كذلك ؟
ماذا عن رؤية النموذج التنموي التى كونتها اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد بعد عدة أسابيع من المشاورات مع جميع القوى الحية للأمة؟
انطلاقا من واجب التحفظ، لا يمكنني الخوض في التفاصيل. لكن يمكنني أن أطمئنكم بأنه بعد أربعة أسابيع مكثفة من المشاورات وجلسات الاستماع والزيارات الميدانية في جميع أنحاء المغرب، بدأت ملامح الرؤية تتضح كما بدأت الخطوط العريضة في الظهور.
تعيش اللجنة وجميع الجهات الفاعلة التي تواكبها (التي تتفاعل في بعض الأحيان بشكل تلقائي من خلال إرسال رسائل واقتراحات وتوصيات إلى اللجنة) تجربة مثيرة ورائعة. أشعر في بعض الأحيان أن الأمر يتعلق بمسيرة خضراء جديدة … آمل أن تكون بداية جديدة لهذا البلد الذي هو بلدنا والذي لا أحد غيرنا مسؤول عنه.
المصدرصحيفة العرب تيفي - و م ع

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.