نور الدين العراقي : ديموقراطية مزيفة

تقدم وإزدهار الشعب لا يأتي عن عبث أو بصدفة، بل يأتي نتيجة إرادة و تضحية و تخطيط مسبق وإستفادة من أخطاء الماضي و من التجارب الناجحة.
فتقدم شعبنا هو رهين أولا بالتعلم من تاريخنا، وفهم أسباب تدهورنا. ثم بدأ العمل بزرع الديمقراطية داخل مجتمعنا، لنجعل من شعبنا قوة تعبر عن إرادته في صناديق الإقتراع بنزاهة. وبدلك نجعل من كل سياسات و قرارات الدولة صورة منبتقة من إرادة شعب واع ينتج النخب والمفكرين. وعندها سيصبح الشعب مسؤول عن مصيره.
الفهم العميق للديمقراطية يتطلب شعب واع مثقف ومسؤول،
شعب محب لوطنه، متفان في العمل لفائدة المجموعة، يراهن على مستقبل أفضل، محب للإمتياز والتفوق.
وأنداك سنراهن على التقدم وخلق حضارة تساهم في تحسين المستوى المعيشي والفكري للمواطنين.
أما بناء مستقبل شعبنا على أسس ديموقراطية مزيفة، مبنية على الرشوة والريع السياسي هدفه تلميع صورة بلدنا في الخارج فقط. فدلك لن يرقي إلى ترسيخ قواعد الديموقراطية، ولن يربي شعبنا على حب الوطن، ولن يبني حضارة ومستقبل سليم لأبنائنا. وستصبح الديمقراطية أداة من أجل ممارسة السلطة على حسب المصالح.
علينا أن نواجه أنفسنا بموقفنا من الديمقراطية ومدى لياقتنا السياسية والمجتمعية فى تحقيق هذا المطلب الغائب منذ سنين.
فالاعتراف بغياب الديمقراطية، سيكون بداية حقيقية لفهم حقيقتنا ومأزقنا السياسي الدي نتخبط فيه للأسف.