الحوارات الاستراتيجية : خبراء دوليون يناقشون “مصالح وأولويات” القوى العظمى في إفريقيا

4 مايو 202133 مشاهدة
الحوارات الاستراتيجية : خبراء دوليون يناقشون “مصالح وأولويات” القوى العظمى في إفريقيا
رابط مختصر
قناة العرب تيفي
قناة العرب تيفي – الرباط : انطلقت اليوم الثلاثاء بصيغة افتراضية، الجلسة الأولى من أشغال الدورة العاشرة من “حوارات استراتيجية” التي ينظمها مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد بالرباط ومركز القضايا الجيوسياسية للمدرسة العليا للتجارة بباريس، بنقاش حول “مصالح وأولويات” القوى العظمى بإفريقيا.
وهكذا، ناقش أربعة خبراء في العلاقات الدولية هذا الموضوع وتبادلوا وجهات نظرهم حوله طيلة ساعتين تقريبا. وفي البداية، أشاد مدير مركز القضايا الجيوسياسية للمدرسة العليا للتجارة بباريس، باسكال شينيو، بالمكانة الاقتصادية التي يتبوؤها المغرب في إفريقيا، معتبرا أنه “إذا كان هناك بلد استوعب جيدا أن استراتيجيته إفريقية، فهو المغرب”.
وأبرز السيد شينيو، الذي يمارس أيضا مهنة المحاماة، ملامح سياسة الصين في إفريقيا، مستحضرا على الخصوص استراتيجيتها المتمثلة في “طرق الحرير”، والتي “تُظهر في كثير من الجوانب لجوءها إلى القوة الناعمة النشطة بشكل متزايد بإفريقيا”.
واعتبر أن الصين، وهي “فاعل سياسي ودبلوماسي رائد في القارة”، عززت مكانتها في الأراضي الإفريقية من خلال التركيز على استراتيجية الموانئ، مضيفا أن العملاق الآسيوي “لن يظل الفاعل الوحيد في إفريقيا” باعتبار أن الهند تنهج أيضا مقاربة تندرج في إطار استراتيجية إفريقية.
أما بخصوص العلاقات بين الشرق الأوسط وإفريقيا (الموضوع الثاني في الجلسة)، فقد استعرض خالد الشكراوي، الباحث البارز في مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، آفاق هذه العلاقات وانعكاساتها على المنطقة بأسرها.
وبعد أن ذكر بالأهمية الاقتصادية لإفريقيا (فهي تتوفر، على سبيل المثال، على 90 في المائة من البلاتين والكروم الموجود على كوكب الأرض)، أكد السيد الشكراوي، وهو أيضا نائب عميد كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات، أن إفريقيا مرتبطة بشكل وثيق بالشرق الأوسط.
من جهته، أكد الباحث في مركز القضايا الجيوسياسية للمدرسة العليا للتجارة، يوجين بيرغ، على “عودة روسيا إلى الحقل الإفريقي”، مشيرا في هذا الصدد إلى ما وصفه بـ “مراحل ورافعات” روسيا في إفريقيا.
فبالنسبة لهذا السفير الفرنسي السابق في ناميبيا وبوتسوانا، فإن “عودة” روسيا إلى القارة تمت على مراحل وبدأت في عهد الرئيس السابق بوريس يلتسين.
وأشار إلى أن “العودة” الحقيقية لهذه القوة العظمى بدأت بشكل جدي سنة 2006 مع الرئيس الحالي فلاديمير بوتين عندما قام بزيارة للمغرب.
وأضاف السيد بيرغ أن المرحلة الثانية انطلقت سنة 2011، مذكرا بأنه آنذاك عينت روسيا أول ممثل خاص للتعاون مع إفريقيا، وعقدت أول منتدى روسي-إفريقي “ساهم في هيكلة السياسة الروسية حول القارة” .
وفيما يتعلق بالرافعات الروسية في إفريقيا، أشار الدبلوماسي السابق بشكل خاص إلى “التعاون البراغماتي” في مجال الحكامة، والتشبث بالقيم التقليدية، فضلا عن الدعم المعلوماتي.
وكانت المداخلة الأخيرة في هذه الجلسة الصباحية الأولى من نصيب الخبير في الشؤون الهندية بمركز القضايا الجيوسياسية للمدرسة العليا للتجارة، رودولف مونيه، الذي اهتم بـ “السياسة الإفريقية التي نهجها ناريندرا مودي”، رئيس الوزراء الهندي.
وبحسب السيد مونيه، فإن الرئيس الهندي كثف، منذ سنة 2014، جهوده على الساحة الدولية، لا سيما من حيث التقارب مع بلدان الشرق الأوسط وكذا إطلاق فصل جديد مع إفريقيا.
وأضاف أن الأمر يتعلق بـ “رئيس وزراء مهتم بالشؤون الإفريقية، وتمكن من بناء سياسة حقيقية تجاه القارة” من أجل “تأمين سلاسل التوريد الهندية (الغاز والمحروقات والنفط) وتمكين عجلة الاقتصاد الهندي من الدوران بأقصى سرعة”.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الجلسة التي سيرتها نزهة شقروني، الباحثة البارزة في مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، هي الأولى ضمن سلسلة من موضوعين في “الحوارات الاستراتيجية”. ومن المقرر عقد جلسات أخرى زوال اليوم، بمشاركة عدد من الخبراء والباحثين من الشمال والجنوب.
المصدرقناة العرب تيفي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.