محمد بديع : قراءة متمعنة في “الدين والتاريخ ومتطلبات المستقبل”

19 مايو 202163 مشاهدة
محمد بديع : قراءة متمعنة في “الدين والتاريخ ومتطلبات المستقبل”
رابط مختصر
الكاتب : محمد بديع
 قناة العرب تيفي - العرب تيفي Al Arabe TV في قراءة أولية متمعنة وممتعة للكتاب القيم الذي ألفه الدكتور مخلص السبتي، أستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني، والباحث في قضايا الفكر الإسلامي، الدراسات المستقبلية، بعنوان: “الدين والتاريخ ومتطلبات المستقبل”، يمكن القول إن الكتاب يتضمن مشروع رؤية متفردة في معالجة إشكاليات “النهضة” و”الإصلاح” والتقدم داخل الأمة العربية الإسلامية، منذ سقوط “الخلافة العثمانية”، في مواجهة الغرب، الذي نجح في استيعاب مقومات العلم والمعرفة، وتمكن من بناء حضارة متقدمة، بعد أن استفاد بحق من نتائج العلوم والمعارف الإسلامية المختلفة، وقام بتجاوزها، ليصل إلى مرحلة الإنتاج العلمي الفكري والفلسفي والصناعي، التي ستمكنه بالتالي من امتلاك مقدرات الغلبة والسطوة والتأثير في العالم.
هذا الكتاب الجديد يدخل في سياق مشروع فكري وحضاري، يروم كشف أسباب ومسببات فشل الأمة العربية والإسلامية حتى الآن في الخروج من واقع التخلف والتأخر والتشرذم والتشتت والفرقة والصراعات السياسية الإيديولوجية والمذهبية والحزبية والقبلية، والبحث عن مخرج حقيقي للمأزق الحضاري الذي توجد فيه الأمة، من خلال طرح رؤية جديدة لكيفية تحقيق شرط النهوض، عبر القيام بـ”حركة إصلاح ديني” تقودها نخبة من العلماء والمفكرين “تحسن التمييز بين المبادئ والإجراءات في تعاليم الأنبياء، وبين الغايات والوسائل، وبين الدين والتاريخ، وتتجنب الخلط الذي يعيق الرؤية ويربك الشعوب، فيجعلها تقدم ما حقه التأخير، وتؤخر ما حقه التقديم، وتبقي ما حقه الإلغاء، وتلغي ما حقه الإبقاء، فضلا عن أنه يدخل المجتمعات في صراعات داخلية ومفاسد اجتماعية لا حل لهما دونما توضيح الفروق وتمييز الحدود”.
كما يعكس الكتاب قلقا حقيقيا لدى صاحبه حيال الآثار المدمرة، التي خلفتها الموجة الأولى مما سمي بـ”الربيع العربي”، والتي يرى أنها “أدت إلى مزيد من التشتيت والتفتيت، ومزيد من العنف والتدمير، ولم يكن ذلك فقط بفعل عوامل خارجية مصادمة لإرادة الشعوب، بل كان أيضا بفعل عوامل داخلية أصابت البناء الداخلي بالصدأ فأحدثت فيه من الصدوع والتشققات ما كان معه الحفاظ على الوحدة الوطنية مجرد أوهام سرعان ما انقشعت”، متسائلا في الوقت نفسه عما هو الحل.
لذا تنطلق أطروحة الكتاب من كون فشل محاولات النهوض المتوالية كانت دائما ناتجة بالأساس عما أسماه “غياب الرؤية الجماعية” المدركة لقوانين التاريخ، ولمتطلبات الواقع والمستقبل، تلك الرؤية التي تستلزم قراءة جديدة لمسارات التاريخ في علاقتها مع مضامين النص القرآني والنبوي، بعيدا عن التـأويلات المنحرفة والتفسيرات الحرفي
المصدرقناة العرب تيفي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.