الحبيب ناصري : الإنسانية مثقلة بالجروح !

15 أكتوبر 202171 مشاهدة
الحبيب ناصري : الإنسانية مثقلة بالجروح !
رابط مختصر
الكاتب : الحبيب ناصري
 ناصري - العرب تيفي Al Arabe TV عالم، يفوح ألما!. عالم مثقل بالجراح !. من ينقذه ؟. اختلطت الأوراق وتخلخلت القيم .عالم يئن تحت وطأة الألم فهل من منقذ له؟. عديدة هي النكبات التي ألمت بعالمنا كالحروب والأمراض والمجاعة. معظمها تمكن الإنسان أن يخرج منها سالما.صحيح فالألم يصنع الأمل .وصحيح أن كل الهزات التي يعرفها هذا العالم، تعيد النظر في اختياراته. نحن اليوم، نعيش وضعًا متشابهًا في كل أنحاء هذا العالم.ربما لأول مرة في تاريخنا المعاصر توحدنا وتشابهنا. وحدنا الفيروس اللعين. نستعمل الكمامات سواء أكنا في أروبا أم امريكا أم الهند أم أفريقيا أم في أي بلد آخر. نعيش نفس القلق وننتظر مناعة القطيع. نعم مناعة القطيع ! هكذا أصبح حلم الإنسانية أن تصل إلى هذا الفعل “الحيواني”. لأول مرة سمعنا صوتا انسانيا وإيقاعًا واحدًا متشابها. تلقيح شعوب هذا العالم. لأول مرة يوضع فوق مكتب المسؤولين في أي بلد، نفس الملف الذي يقدم إحصائيات عن المصابين بالفيروس.لأول مرة نفكر بشكل جماعي في هذا العالم، ونشعر بالألم، بشكل جماعي، ونحلم بتلقيح جميع الناس، حتى نعود، ربما إلى ما كنا عليه سابقا. فعلا الألم يوحد!. كان من المفروض أن نعيش وضعًا آخر لو استثمر عالمنا في الإنسان، وغلب لغة السعادة، ونبذ العنف والحرب والتطر، وتقاسم خيرات هذا العالم، وفق الجهد ووفق التضامن الإنساني، لكي لا يجوع إنسان ولا يقتل إنسان، ولا يبكي إنسان من شدة ما تقوم به طائرات الحروب.يا أيها الإنسان ما أقساك!. يا أيها الإنسان ما أجملك!. بين قساوتك وجمالك، خيط رقيق، حوله ساسة هذا العالم إلى جدار إسمنتي قوي!
الإنسانية اليوم مثقلة بالجراح … راح الفرح وراح الرقص وتوقفت الأغنية وفرجة السينما والمسرح وضم المتعلم والأم والصديق إلى الصدر للانصات إلى رقصات القلب، وسادت لغة الألم !. بوح أليم يصدح في كل مكان !. تكاثرت جمل العزاء وصور الراحلين … فهل من منقذ للإنسانية من آلامها الجماعية ؟. رباه لم نعد ننتظر سوى رحمتك!. عالم يتلف الأدوية ويرمي الحبوب في بحار هذا العالم، للحفاظ على غلاء ثمنها، وفي ركن آخر من هذا العالم، جائع ومريض يئن . رباه، لم نعد ننتظر سوى رحمتك لتعد إنسانية هذا الإنسان !.ما أقساك أيها الإنسان !. نحن في الأصل نتشابه على الرغم من اختلاف اللون والمعتقد وما في الجيب. أرض معطاء قادرة أن تطعم الجميع فلماذا هذا التهافت ؟. لن تبق فوق هذه الأرض سوى ما قدر لك وترحل، ومهما كان حسابك البنكي منتفخا فالورثة يتربصون به. وزع ما لديك فالسعادة في العطاء!. قمة البهاء والجمال أن تسعد من يئن تحت وطأة الجوع والمرض والألم!.
الإنسانية مثقلة بالجروح مريضة فمن يرجع لها بسمتها ورقصتها وحلاوة عيشها ؟.
-الحبيب ناصري : كاتب مغربي 
المصدر: قناة العرب تيفي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.