الكاتبة والصحافية الأردنية سهير جرادات تكتب : المُهَسْهِس

العرب تيفي
24 ساعةكتاب العرب
15 يناير 202260 مشاهدة
الكاتبة والصحافية الأردنية سهير جرادات تكتب : المُهَسْهِس
الكاتبة : سهير جرادات
sohir jaradate - العرب تيفي Al Arabe TV يُعرف بين الناس بلقب (المُهَسْهِس )… يتراكضون لفتح الأبواب له إذا حضر، وفي حضرته يبجلونه ويمحدونه ويكيلون له من المديح والثناء ما يرضيه ..يظهرون له الولاء والطاعة ، ولا يردون له كلمة ، لا احد يمشي امامه الكل خلفه ، وجميعهم يتمسحون به وبإعطياته ، ويمتدحون كل ما يقوم به من تصرفات .
يشيرون اليه عند حديثهم عنه بـ(المُهَسْهِس)، وفي حضرته الكل يؤدون له التحية.. يقبلون الأيادي ..يتمسحون به .. يتبركون به..يتغنون بكلامه ، لا يخالفونه في القول أو الرأي ، كلامه لايرد ، يحصل على ما يريد ، يأمر فيطاع ..وما ان يتوارى عن الأنظار، وتختلي هذه الفئة التي تقبل الاهانة لنفسها مقابل الحصول على منصب أو البقاء فيه ليتمتعوا بالمكتسبات والاعطيات حتى تبدأ بالتهكم عليه والحديث عنه: (المُهَسْهِس عمل ) ..( المُهَسْهِس حكى).
رغم انه (مُهَسْهِس) إلا أن ( المنتفعين ) منه يحرصون على تكبيره وتفخيمه .. ويوهمونه بأنهم لا يستطيعون ان يتحركوا من (هنا لهناك ) إلا بإذنه ، ولا يسيرون إلا بمشورته ، والحقيقة أنهم لا يهابونه ولا يخاف منه ، رغم أنهم يعلمون مدى ضعفة ، وانه هو مجرد ( إداه ) بيد غيره ، ينفذ لهم مخططاتهم و أوامرهم ، وليس له حق السؤال ، أو حتى حق الرفض ، وما عليه الا ان ينفذ ( لأسياده ) ما يريدون تحت بند ( سمعا وطاعة ) .
هناك مجموعة هُدرت حقوقها السياسية .. وضاع استقرارها .. وتحولت حقوقهم الى اعطيات .. تعيش الكفاف وعفة النفس ، لا يسعون للحصول على منافع دنيوية ، ورغم انهم لاهون في أمور معيشتهم الضنكة الا انهم ينظرون للمشهد ويتحسرون على وطن اوشك على الانهيار بعد ان اغرقه الفاسدون في بحر المديونية ، وتقاسموه بعد ان قسموه ، لكن رغم انشغالهم الا انهم ما يرجونه أن يطل عليهم (المُهَسْهِس) كما يطلق عليه من تسمية .
الفرق بين هؤلاء وهؤلاء ..الخاسرون يريدون من (المُهَسْهِس) ان يتوقف عن اعماله الطائشة ليستمروا معا ، فيما المستفيدون من ( هسهستة ) يريدون استمراره حتى يبقى يدر عليهم ما يتمنون ..
(المُهَسْهِس ) كلمة عربية فصيحة ، تستعمل عند الإشارة للشخص الذي يفعل أمرا غير مألوف ..و(المُهَسْهِس) في اللهجة الأردنية تستخدم للتحبب وابداء التقرب ، وتقال للشخص القريب من القلب او المغلول منه ، بقصد المداعبة الهادفة وإيصال رسائل تشتفي النفوس .. وتقال على سبيل الجد و المداعبة معا..
ترى احنا الأردنية ما ألنا حل .. فهمت يا (المُهَسْهِس)

– البريد الالكتروني للكاتبة : [email protected]

المصدر: قناة العرب تيفي
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.