المحامي محمد الفيلالي يكتب : جبهة البوليساريو أوهام حركة تحرر الدولة او وهم حركة التحرر الوطني

2021-08-04T19:09:00+01:00
2021-08-04T23:22:50+01:00
24 ساعةكتاب العرب
4 أغسطس 2021484 مشاهدة
المحامي محمد الفيلالي يكتب : جبهة البوليساريو أوهام حركة تحرر الدولة او وهم حركة التحرر الوطني
رابط مختصر
الكاتب : محمد الفيلالي
 استاذ قناة العرب تيفي - العرب تيفي Al Arabe TV قناة العرب تيفي – العيون – جنوب المغرب : قدمت جبهة البوليساريو نفسها منذ نشأتها في 10 ماي 1973 على أنها حركة تحرر ثورية متلونة في ذلك بكافة ألوان الخطب السياسية و الإديولوجية، من الخطاب الماركسي إلى الخطاب الإسلامي .

-الوجه الماركسي :

نجده في عرض الولي مصطفى السيد أمام لجنة فلسطين بالمؤثمر 15 لإتحاد الوطني لطلبه المغرب و إنتمائه إلى الحركة الماركسية المغربية و مقالاته بجريدة أنفاس .

-الوجه الإسلامي :

نجده بالمادة 2 من دستور جبهة البوليساريو الصادر عن المؤتمر 13 لهذه الأخيرة و الذي ينص على أن ” الإسلام دين الدولة و مصدر أساسي للقانون “.
إن هذه الحربائية الإديولوجية المتمثلة في التجول بالمرجعيات و الخطب والمواقف الفكرية و السياسية يدل على أن هذه الجبهة ليست لا حركة تحرر وطني و لاثوري إنطلاقا من جمعها لنقيضين إديولوجيين بهدف تحقيق إجماع فكري و همي يجد فيه الكل نفسه، هذا النفاق الإديولوجي لا نرى له أساسا سوى طمع نابع من شهوة السلطة معزولا عن أي حاضنة شعبية تدفع به .خاصة و أن حركات التحرر الوطني و كما حدد التاريخ معالمها كونها ترجمة فكرية و إديولوجية ثابتة ومادية لتطلعات الشعوب إلى الحرية من الإستعمار أو الإحتلال من خلال إفراغ هذه التطلعات في وعاء فكري ثابت و محدد و دقيق (ماركسي او ليبرالي أو إسلامي ) برابط العلاقة العضوية بين النخبة و الشعب .
و بخلاف ذلك نجد أن جبهة البوليساريو قفزت على مفهوم حركة التحرر الوطني أعلاه إلى صورة عصابة إنتهازية تقمصت في مرحلة تاريخية دور المخلص من الإستعمار الإسباني فقادتها شهوة السلطة في صورة مقيتة إلى خلق قضية و عدو وهمي (المغرب) للإستئثار بها بعيدا عن أي رغبة شعبية في ذلك فتخلف لديها شرطي الوطنية والشعبية و تحققت فيها صورة العصابة .

– وهم الدولة

أعلنت جبهة البوليساريو نفسها دولة بتاريخ 27/02/1976 تحت إسم” الجمهورية العربية الصحراوية “
بمعزل على أي مقوم من مقومات الدولة المتعارف عليها قانونيا و فكريا و سياسيا (الإقليم، السلطة الشعب) .
في حين يتحدد مفهوم الدولة بإعتبارها نتاجا للحاجة إلى فرض السلم الإجتماعي و الإستقرار تقوم على مجال جغرافي و نظام سياسي و سكان و منشأ تاريخي .
إن مقومات الدولة أعلاه تضعنا أمام سؤال أساسي يتمثل في ماهية الأساس الشرعي الذي إنطلقت منه جبهة البوليساريو لإعلان جمهوريتها الورقية ،هل عمت الفوضى في الأقاليم الجنوبية قبل مرحلة الإعلان حتى يتأتى القول بضرورة فرض سلم و إستقرار إجتماعي ؟ هل سيطرت الجبهة تاريخيا على مجال جغرافي و على مجموعات بشرية سكان؟ و هل أقامت نظاما سياسيا؟ و هل كان لها منشأ تاريخي أو مشروعية تاريخية للحكم .
إن الإجابة على الأسئلة أعلاه تقتضي البحث و دراسة تاريخ نظم عيش ساكنة الأقاليم الجنوبية و التي تتلخص ّأهم نقاطها فيما يلي : 1- أن الصحراء كانت تسكنها مجموعة من القبائل ذات نظام عيش بدوي يقوم على الرعي و الترحال .
2- أن ساكنة الصحراء كانت تعيش سلما و إستقرارا ناتجا عن تحكيم أعراف و تقاليد في نزاعاتهم و هي بمثابة قانون . 3- أن ساكنة الصحراء كانت ترتبط سياسيا و دينيا بالمملكة المغربية (البيعة على المذهب المالكي) .
4 – خضوعها لمجموعة من الدول التي حكمت المغرب منذ الأدارسة إلى العلويين
5 – إن المعطيات أعلاه تؤكد أن إعلان جبهة البوليساريو لجمهورية الورق كان معزولا عن إطار شرعي تاريخي و لا ضرورة موضوعية لإفتقاره لمجموع من مقومات و أسس الدولة المذكورة أعلاه فالأكيد أن الصحراء لم تكن شاغرة سياسيا حتى نقول بمشروعية نظام سياسي يتم إسقاطه عليها دون أية حاجة أو رغبة شعبية و هو الأمر الذي تخلص منه إلى أن إعلان هذه الجمهورية جاء نتيجة إلى فرض رغبة السلطة من قبل مجموعة صغيرة أطلقت عى نفسها جبهة البوليساريو .
 
-محمد الفلالي
المصدر: قناة العرب تيفي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.