مغاربة فرنسا فاعل أساسي في تطور العلاقات المغربية الفرنسية

غير مصنف
6 أكتوبر 201396 مشاهدة
مغاربة فرنسا فاعل أساسي في تطور العلاقات المغربية الفرنسية

الرباط – العرب الاقتصادية –

يمثل المغاربة المقيمون بفرنسا، من خلال حيويتهم والتزامهم وقدرتهم على التكيف والاندماج، فاعلا أساسيا في تطور العلاقات المغربية الفرنسية على الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
فقد شهدت الجالية المغربية المقيمة بفرنسا التي يقدر عددها بنحو 1،2 مليون نسمة حسب الاحصائيات الاخيرة، تحولا كبيرا على مر السنين وأضحت تتوفر على امكانيات متميزة أتاحت لها فرصة الرقي التدريجي في مراتب السلم الاجتماعي. ولعل الفرنسية من أصل مغربي نجاة فالو بلقاسم مثال واضح على هذا الرقي، وهي التي تمثل اليوم رمزا حقيقيا للتنوع داخل الحكومة الفرنسية بتوليها منصبا حساسا كناطقة باسمها ووزيرة لحقوق النساء.
وتعد الشابة نجاة فالو بلقاسم وهي ابنة عامل بناء ترعرعت في الضاحية الباريسية، نجمة صاعدة في المشهد السياسي الفرنسي ومناضلة تدافع بشراسة عن التعددية وتكافؤ الفرص.
والأمثلة عديدة من أبناء العمال والفلاحين والتجار البسطاء وقدماء المقاومين من الجيل الثالث والرابع من المغاربة الذين يتولون حاليا مناصب هامة في مختلف قطاعات النشاط الاقتصادي بفرنسا، فمنهم المهندسون والاطباء ورؤساء المقاولات والأطر البنكية والفنانين والاساتذة ومسؤولي الجمعيات مستفيدين من تكوينهم بمختلف المؤسسات الجامعية والمدارس الكبرى
الفرنسية. 
وكان سفير صاحب الجلالة بفرنسا السيد شكيب بنموسى قد أكد خلال لقاء مع أعضاء الجالية المغربية بهذا البلد بمناسبة عيد العرش أن حوالي 32 ألف طالب مغربي يتابعون دراستهم بفرنسا ثلثاهم بالجامعات والثلث بالمدارس الكبرى للهندسة والتجارة وفي المؤسسات الخاصة. وأكد السيد بنموسى أن المغاربة المقيمين بفرنسا يساهمون بفعالية في تنمية وإغناء العلاقات بين البلدين وذلك بفضل عملهم والتزامهم وديناميتهم، مشيرا الى أن الشراكة القوية والاستراتيجية والمثمرة بين المغرب
وفرنسا تتغذى من غنى وتنوع الروابط الانسانية.
ولا يتردد أعضاء الجالية المغربية المتشبثون بقوة ببلدهم الاصلي والمحترمون لقيم الجمهورية الفرنسية في استثمار المعارف والكفاءات التي راكموها في خدمة البلدين. وكثيرون هم المغاربة الذين تخرجوا من الجامعات والمدارس الكبرى الفرنسية والذين اختاروا المغرب لانجاز مشاريعهم بفضل مبادرة (فيس ماروك) التي أطلقت سنة 2009 من أجل سد الفراغ في مجال مصاحبة ودعم أفراد الجالية المغربية في مساعيهم لخلق مقاولات قبل وبعد انطلاق المشروع.
وبعد مرور أربع سنوات على إطلاق المبادرة ، تم تسجيل خلق 236 مقاولة بالمغرب باستثمارات بلغت 85 مليون درهم، ساهمت في خلق نحو 900 منصب شغل مباشر خلال فترة بداية النشاط . من ناحية أخرى ومن اجل الاستجابة لتطلعات الجالية المغربية بفرنسا تم إيلاء أهمية خاصة لهذه الفئة من الشعب المغربي ضمن سياسة القرب التي سنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس وذلك عبر توسيع شبكة القنصليات المغربية لتصل الى 16 قنصلية عامة تغطي مختلف جهات فرنسا وخاصة المناطق القريبة من باريس.
وإذا كان الجيل الأول من الجالية المغربية قد توجه إلى فرنسا من اجل المشاركة في المعارك ضد الفاشية والنازية خلال الحربين العالميتين الاولى والثانية مقدمين بذلك تضحيات جسام من اجل تحرير فرنسا، فإن الأجيال الموالية تواصل هذه المعارك بطريقتها وذلك من خلال مساهمتها القيمة في تعزيز العلاقات المغربية الفرنسية.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.