الكاتبة والإعلامية الأردنية سهير جرادات : العَيِّل

4 ديسمبر 20211٬125 مشاهدة
الكاتبة والإعلامية الأردنية سهير جرادات : العَيِّل
رابط مختصر
sohir jaradate - العرب تيفي Al Arabe TV العَيِّل حكى .. العَيِّل إجى .. العَيِّل راح .. العَيِّل طلع .. سَوّى العَيِّل .. شفتوا العَيِّل؟! .. العَيِّل.. العَيِّل.. العَيِّل…
والعَيِّل .. ليس اللقب (اللبِق ) الوحيد الذي يطلق على (العَيِّل) ، ومن العبارات التي تشتهر باستخدام لقب العَيِّل في اللهجة الدارجة: يا عَيِّل لا تلِد علي والله لخلي البين يطسك! .. وهناك أيضا ( القاروط ) ، الذي يعد حسب اللهجة المحلية ( شتيمة ) ، وللتخصيص تضاف إليه (CH)، لتصبح ( قاروط CH)، ومن اشكال استخدامها: ( يا قاروط العزا ) ، و ( يا قاروط البين ) .. ومن الالقاب الدارجة ايضا (المشحر ) وتطلق بالعامية للشخص الذي أخطأ في التصرف .. و(الطنجير ) : وتقال للشخص الذي لا يعلم وين الله حاطه.. و( المسخمط ): وتقال للإنسان المغلوب على امره .. و( اللطية): ويطلق على ( الأرعن و الدلوع ) ..
في كل حارة يوجد ( ِلبق ) العَيِّل، ويطلق على ابن كبير الحارة أو (المكبر ) حاله ، أو الذي أهل الحي (كبروه ) ، أو الذي وعيوا على الدنيا (ووجدوه)كبير الحارة .. هذا العَيِّل محظي باهتمام الأب الذي يريد أن (يكبره) ليصبح جاهز ا للقيام بمهام والده ؛ لذا تجده على شماله في حله وترحاله ، ورفيقه في الجاهات والعطوات ، وشريكه في الاجتماعات والافراح ، والرفيق في السفر ..
المشكلة ليست بأهل الحي ، وإنما تكمن المشكلة بأبو العَيِّل الذي يحاول ان يفرضه على اهل الحي ويجبرهم على تقبله كما هو بعقل عَيِّل .. ولما قدمه على أساس انه ( عَيِّل ) ، حتى إن كبر ، سيبقى في نظر أهل الحي.. عَيِّل !!
المشكلة تكمن في أن مخ (العَيِّل) وتفكيره ليس في اتجاه الأمور الجدية ، فهو يحب اللعب والمرح والفرح ، وهوغير جدي في أمور الحياة ويعشق الغناء والعزف ، وهو معروف بأنه ( رقاص الحي ) خاصة في حفلات التخرج ( روضة ، مترك ، توجيهي ) ، لا يجيد الالقاء، وتركيزه ضعيف، وليس لديه (جَلد) على الدراسة ولا العمل ، جميع ملاحظات معلميه تقول: إنه ضعيف في جميع المواد ، حتى في الإملاء والخط ، والتاريخ، والرياضيات آخر همه ، بالملخص لا يجيد شيء سوى اللعب والاستعراض كيف لا وهو معتاد على ان لا يفعل شيئا ، و( يُفعل) كل شيء عنه.
وحتى يضمن الأب أن يَكبُر (العَيِّل) استعان بصبيان الحي ، ليرافقوا الابن (العَيِّل) ، ويعلموه ما عليه أن يقول ، وماذا يفعل .. كانوا يجهزون له كل ما هو مطلوب منه ، ويقدمونه للآخرين ، ويجيبون عنه ، وينشرون احاديث جيدة عنه.. حتى أصبح لل (العَيِّل) “عِيَال” ، يديرون أعماله ، ويحاولون أن يقنعوا أهل الحي به ..
ومن المتعارف عليه أن “الولد بيظل ولد حتى لو صار قاضي بلد”،(والعَيِّل) يبقى “عَيِّل” ، حتى لو كبر، وأخذ مكان أبوه في الحارة ، وصار يمثله في الجاهات والصلحات والحفلات والعطوات والليالي الملاح ، لانه قُدم من الأساس على أساس أنه ( عَيِّل)!!!!!!!!!
-البريد الالكتروني للكاتبة : [email protected]
المصدر: قناة العرب تيفي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.